أخطاء فيها، أو في كتب التفسير أو كتب الفقه أو العقيدة أو الأحكام، فيصحح الخطأ، ويبين الراجح من الأقوال من حفظه وذاكرته رحمه الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (?) ولذلك كانت مجالسه رحمه الله حلق ذكر ومجالس علم، تفقه الناس من حضورهم لها، واستفادوا منها، فأقبل الناس على مجالسه وأحبوها. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «العلماء ورثة الأنبياء، فإن الأنبياء لم يخلفوا دينارا ولا درهما، وإنما خلفوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر (?)».
وإن بحثت عن تواضعه وخفض جناحه لأهل العلم والفضل وغيرهم رأيت ذلك واضحا في إصغائه لمن يكلمه مهما كانت منزلته، وعدم فحشه في القول، فلا تكاد تسمع منه كلمة بذيئة، أو تضجر من أحد، فليس فاحشا في قوله، ولا في عمله، وإن بدا من أحد جفاء له أو أمر لا يعجبه أو أضجره بعض من لا بصيرة عنده، فإنه يكثر من التسبيح والتكبير والتحميد، ويقول لمن جهل عليه: سبح يا أخي، استغفر الله يا أخي، أو يقول: هداك الله. هكذا يرد على الجاهل والجافي بأدب واحترام دون انتصاف لنفسه؛ عملا بقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (?).
وهكذا يتخلص من تلك المواقف المحرجة بالالتجاء إلى الله وتعظيمه والثناء عليه. فحياة