فدعا بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم. . فجعل الرجل يأتي بكف ذرة، ويجيء الآخر بكف من التمر، ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، ثم قال لهم: " خذوا في أوعيتكم ".
فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملأوها، وأكلوا حتى شبعوا. . وفضلت فضلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله لا يلقى الله بها عبد، غير شاك فيحجب عن الجنة (?)».
5 - «لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر، وهي ديار قوم صالح عليه السلام: أمر أصحابه ألا يخرجن أحد منهم تلك الليلة، إلا ومعه صاحب له، ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته، وخرج الآخر في طلب بعيره، فأما الذي ذهب لحاجته فإنه خنق على مذهبه، وأما الذي ذهب في طلب بعيره، فاحتملته الريح حتى ألقته بجبل طيء. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: " ألم أنهكم أن يخرج رجل إلا ومعه صاحب له ". . ثم دعا للذي أصيب على مذهبه فشفي، وأما الآخر فإنه وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك،» وفي رواية أن طيئا أهدته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع إلى المدينة.
6 - أخبر صلى الله عليه وسلم أصحابه، أنهم سيأتون تبوك غدا، إن شاء الله، وأنهم لن يأتوها حتى يضحى ضحى النهار، وقال لهم: «فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي (?)» قال