السلجوقي، فأرسل بها إلى مكة وجعلت فوق كسوة أبي النصر، وكسيت أيضا كسوة خضراء وذلك في مبدأ خلافة الناصر العباسي، ولعلها كانت تكسى ذلك من قبل. والله أعلم.
وكسيت في زمنه أيضا كسوة سوداء وفيها طراز أصفر وكان قبل ذلك أبيض، استمرت فيما أحسب تكسى الديباج الأسود إلى الآن، إلا أنها في سنة ثلاث وأربعين وستمائة كسيت ثيابا من القطن مصبوغة بالسواد، كساها ذلك العفيف منصور بن منعة البغدادي شيخ الحرم بمكة، لما تمزقت كسوتها من الريح الشديدة التي وقعت بمكة في هذه السنة، ووجدت بخط الميورقي ما يقتضي أن هذه الريح كانت في سنة أربع وأربعين وستمائة. والله أعلم.
ولما عريت الكعبة في هذا التاريخ أراد صاحب اليمن الملك المنصور أن يكسوها، فقال له ابن منعة: لا يكون هذا إلا من جهة الديوان- يعني الخليفة العباسي- ولم يكن عند ابن منعة شيء لأجل ذلك، فاقترض ثلاثمائة مثقال، واشترى بها الثياب المشار إليها، وصبغها بالسواد، وركب فيها الطرز القديمة التي كانت في كسوة الكعبة، وكساها بذلك. وفي سنة عشر وثمانمائة أحدثت في جانب الكسوة الشرقي من الكعبة جامات منقوشة بالحرير الأبيض، وصنع ذلك في سنة إحدى عشرة، وفي سنة اثنتي عشرة، وفي سنة ثلاث عشرة، وفي سنة أربع عشرة، وترك ذلك في سنة خمس عشرة وثمانمائة، وجعلت كسوة هذا الجانب كلها سوداء من غير جامات كما كانت أولا، وكذلك في سنة ست عشرة وثمانمائة، وفي سنة سبع عشرة وثمانمائة، وفي سنة ثماني