الأزرقي باختصار، وزاد ما نصه: وكسيت الكعبة بعد الأزرقي أنواعا من الكساء، فمن ذلك الديباج الأبيض الخراساني والديباج الأحمر الخراساني على ما ذكر ابن عبد ربه في (العقد)، ولنذكر كلامه بنصه لإفادته ذلك وغيره من أمر كسوة الكعبة، قال بعد أن ذكر شيئا من خبرها: " والبيت كله مستوفى إلا الركن الأسود، فإن الأستار تفرج عنه مثل القامة ونصف، وإذ دنا وقت الموسم كسي القباطي، وهو ديباج أبيض خراساني، فيكون في تلك الكسوة ما دام الناس محرمين، فإذا أحل الناس ذلك يوم النحر حل البيت، فكسي الديباج الأحمر الخراساني، وفيه دارات مكتوب فيها حمد الله وتسبيحه وتكبيره وتعظيمه، فيكون كذلك إلى العام المقبل، ثم يكسى أيضا على حال ما وصف، فإذا كثرت الكسوة فخشي على البيت من ثقلها خفف منها، فأخذ ذلك سدنة البيت وهم بنو شيبة ". انتهى كلام صاحب العقد بنصه.
وكانت وفاته سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة على ما ذكره الذهبي في (العبر) وغيرها، ورأيت في كتابه (العقد)، ما يقتضي أنه عاش بعد ذلك سنين، كما بيناه في أصل هذا الكتاب. والله أعلم.
ومن ذلك الديباج الأبيض في زمن الحاكم العبيدي، وفي زمن حفيده المستنصر العبيدي، كساها ذلك الصليحي صاحب اليمن ومكة، وكساها أبو النصر الاستراباذي كسوة بيضاء من عمل الهند في سنة ست وستين وأربعمائة، وكسيت في هذه السنة الديباج الأصفر، وهذه الكسوة حملها السلطان محمود بن سبكتكين، ثم ظفر بها نظام الملك وزير السلطان شاه بن ألب أرسلان