في كل مدماك ثلاثة أحجار، إلا المدماك الأعلى فإن فيه أربعة أحجار، رأيت الصلة التي بنى الحجاج مما يلي الحجر، حيث هدم ما زاد ابن الزبير، قال: فرأيت تلك الصلة بينة في الجدر، وهي كالمتبرية من الجدر الآخر.
قال إسحاق: ورأيت جدرانها كلون العنبر الأشهب حين جردت، في آخر ذي الحجة من سنة ثلاث وستين ومائتين، وأحسبه من تلك الغالية. قال: وكان تجريد الحسين بن الحسن إياها أول يوم من المحرم يوم السبت سنة مائتين، ثم كساها حسين بن حسن كسوتين من قز رقيق، إحداهما صفراء، والأخرى بيضاء، مكتوب بينهما: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأخيار، أمر أبو السرايا الأصفر بن الأصفر داعية إلى محمد بعمل هذه الكسوة لبيت الله الحرام.
قال أبو الوليد: وابتدأت كسوتها من سنة المائتين، وعدتها إلى سنة أربع وأربعين ومائتين مائة وسبعون ثوبا.
قال محمد الخزاعي: وأنا رأيتها وقد عمر الجدر الذي بناه الحجاج مما يلي الحجر، فانفتح من البناء الأول الذي بناه ابن الزبير مقدار نصف أصبع من وجهها ومن دبرها، وقد رهم بالجص الأبيض، وقد رأيتها حين جردت في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وستين ومائتين، فرأيت جدرانها كلون العنبر الأشهب من تلك الغالية (?).