ناهيك بدعاء غير الله، والاستعانة بأصحاب القبور، والغلو في الصالحين، والطواف حول الأضرحة، يدعون عندها ثم يدعونها، ويذبحون عندها ولها، ويتمسحون، ويتطور الحال حتى يتخذوها عيدا.
وصورة جديدة من صور الخلل في التوحيد باءت بها فئات من المنتسبين إلى الإسلام تزعم الثقافة والمعرفة، لا ترضى بحكم الله، ولا تسلم له؛ بل إن في صدورها لحرجا، وفي قلوبها لمرضا، وتضيق ذرعا، إذا أقيم حد من حدود الله ارتعدت فرائصهم، واشمأزت قلوبهم.
ولهم إخوان يمدونهم في الغي، يزعمون الحفاظ على حقوق الإنسان، وما ضاعت حقوق الإنسان وحقوق الأمم إلا بهم وبأمثالهم، الإسلام عندهم جناية على الحقوق، والحدود في نظرهم قسوة وبشاعة وتخلف، وحكم الردة تهديد لحرية الفكر والإبداع، وأحكام الشرع كلها عودة إلى عصور الظلام والتعصب والانغلاق: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (?).
والتوحيد صعب على الأذلاء، ومن سيموا الخسف والذل والتبعية: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (?). صب على من استمرءوا الفساد، وولغوا في الأوحال: