وأحاديثه الصحيحة، والقرآن من وراء ذلك كله، من أجل هذا كان التوحيد أولا، ولا بد أن يكون أولا في كل عصر وفي كل مصر.
أما أركان الإسلام الخمسة الكبرى، ومعالمه العظمى فشرعت لتعلن التوحيد، وتجسده، وتقرره، وتؤكده إقرارا وعملا، فالشهادتان إثبات للوحدانية، ونفي للتعدد، وحصر للتشريع والمتابعة في شخص المصطفى المبلغ محمد -صلى الله عليه وسلم-.
والصلاة تعين على الإيمان والشفاء، يقول الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (?) {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (?) والصلاة في الإسلام عماد الدين، وهي كالعبادة مفهوم شامل لكل ما يصل العبد بربه، ولها مفهومها الخاص الذي حددته الشريعة استعدادا لها (بالتطهر والاتجاه إلى القبلة. . .) وأداءها في أوقات معينة، ولمناسبات معينة: الصلوات الخمس في اليوم والليلة: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (?) وقوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (?) والجمعة والعيدين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (?) وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (?)