ويقول جل وعلا: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (?)، ويقول سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (?).

فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس من الرجال والنساء أن يعبدوا الله وأن يتقوه وأن يعظموا أمره ونهيه، ولا بد من التواصي في ذلك والتناصح والتعاون على البر والتقوى من الرجال والنساء والعرب والعجم وجميع الناس، لا بد من التواصي والتناصح، قال جل وعلا: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (?)، وقال سبحانه: {وَالْعَصْرِ} (?) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (?) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (?) يقسم سبحانه في هذه السورة بالعصر، والعصر: هو الزمان الليل والنهار.

والله سبحانه يقسم بما يشاء من خلقه، كما أقسم بالطور، والذاريات، {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (?) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (?) {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (?) {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} (?) إلى غير ذلك.

وهذه مخلوقات يقسم بها سبحانه؛ لأنها دالة على عظمة الله، ودالة على أنه رب العالمين، وأنه سبحانه هو المستحق لأن يعبد، فهو سبحانه يقسم بما يشاء، أما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015