جبران، فأراد الشيخ عبد الرزاق الاعتذار له من القضاء، فقال الشيخ: إنه صغير، فأجابه بأنه سيكبر، فقال: إنه أمرد لا لحية له، فقال الشيخ محمد: سنرسله إلى جماعته، وكان الشيخ عبد الرزاق يقف من الشيخ محمد - رحمهما الله - موقف الهيبة والإجلال، حتى تكاد تعد كلماته عندما يخاطبه (?).
هذه نماذج لتقديره العلماء واستشارتهم في كثير من الأمور، وإلا فإنه رحمه الله يمثل في مجلسه هيبة العلماء، ومكانة العلم، ومع العاملين معه مهما كانت منزلتهم تراه ودودا ضاحكا يمازح هذا ويلاطف ذاك. . ويسأل عن أحوالهم وأولادهم. . ولذا كان جميع العاملين معه في أنحاء المملكة من قضاة وعلماء، ومدرسين ودعاة، يشعرون بأنه لهم بمثابة الأب الموجه لهم العطوف عليهم، الحريص على دقة أعمالهم، وسلامة مقاصدهم، فكان يجزئهم على استشارته في كل أمر، ويمحضهم نصحه في كل وقت وموقف، ويهتم بإبانة المداخل الحسنة لمن غابت عنه، وإيضاح الأمور التي تسيء إلى سمعة طالب العلم، حيث يشعر كل واحد جلس معه أن الشيخ قد اختصه بوقته وحده، وأنه بالنصائح والتوجيهات اعتبره أحد أبنائه من صلبه، ومع هذا لا يسمع كلام العامة في القاضي، ولا يريد الإنقاص من مكانته وعلمه، حتى لا يسقط في أعينهم، ولا يظهر أي تبرم بحضورهم حتى لا يطمعهم، أما إذا انفرد بالقاضي، فإنه يعطيه دروسا