إن المضاربة لا سيما إذا كانت في الفروق لا تختلف كثيرا عن المقامرة، بل هي مثلها في أكثر الأحوال غير أن ضررها أبلغ من ضرر هذه؛ لأنها تسحب الثقة من السوق له وتحدث تأثيرا سيئا في أخلاق كثيرين، ويستهويهم شيطانهم حتى يقبلوا عليها، ومتى أقبلوا أدبرت سمعتهم وأصبحوا معرضين في كل آن إلى الإفلاس. وإن استدرجهم الربح في أول الأمر كما هي الحال في المقامرة، وليس ضرر المضاربة مقصورا على الأفراد، بل ينتاب جميع الأمة وخصوصا إذا كان الصنف الذي يضاربون به من الأصناف المهمة كالقمح، والقطن، والذهب، أو كان عقارا كأراضي البناء. والسبب في ذلك أنها كما قدمنا تكثر المطلوب من الصنف عن المعروض، فيرتفع سعره، ومما يزيد ضررها وخصوصا في الأسهم وجود فئة من المروجين الذين يذيعون أخبارا كاذبة عن أهمية بعض الشركات حتى يتهافت الناس إلى اقتناء سهومها فيكون الويل ويلين. ولقد كانت تلك الفئة سببا في