فقيل: هؤلاء أكلة الربا. رواه البيهقي مطولا. وقال ابن أبي حاتم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الصلت، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات تجري من خارج بطونهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا (?)»، ورواه الإمام أحمد، عن حسن وعفان كلاهما، عن حماد بن سلمة به، وفي إسناده ضعف، وقد روى البخاري، عن سمرة بن جندب في حديث المنام الطويل: «فأتينا على نهر- حسبت أنه كان يقول- أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع الحجارة عنده فيفغر له فاه فيلقمه حجرا (?)»، وذكر في تفسيره أنه آكل الربا.
وقوله تبارك وتعالي: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (?) أي: إنما جوزوا بذلك لاعتراضهم على أحكام الله في شرعه، وليس هذا قياسا منهم للربا على البيع؛ لأن المشركين لا يعترفون بمشروعية أصل البيع الذي شرعه الله في القرآن، ولو كان هذا من باب القياس لقالوا: إنما الربا مثل البيع وإنما قالوا: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (?) أي هو نظيره. فلم حرم هذا وأبيح هذا؟ وهذا اعتراض منهم على الشرع أي هذا مثل هذا، وقد أحل هذا وحرم هذا.