كتاب) (?).
وقال سيد قطب: (قيل: إن العرب سموا أميين؛ لأنهم كانوا لا يقرءون ولا يكتبون في الأعم الأغلب، واقتضت حكمة الله أن يكون هذا النبي من العرب، من الأميين، إذ علم الله أن يهود قد فرغ عنصرها من مؤهلات القيادة الجديدة الكاملة للبشرية، وأنها زاغت وضلت، وأنها لا تصلح لحمل الأمانة، بعد ما كان منها في تاريخها الطويل) (?).
وقد ورد في بيان سبب نزول هاتين الآيتين، ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: «كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حين أنزلت سورة الجمعة، فتلاها، فلما بلغ: قال له رجل: يا رسول الله، من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا؟ فلم يكلمه حتى سأل ثلاثا، قال: وسلمان الفارسي فينا، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان، فقال: والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء (?)».
وفي رواية: «لو كان الدين عند الثريا، لذهب به رجل من فارس - أو قال: من أبناء فارس - حتى يتناوله (?)».
ومنطوق هذا الحديث يفيد: أن المراد بـ (الأميين) - في هاتين الآيتين - هم العرب، وبـ (الآخرين منهم): الفرس، أو العجم