قرأها، فلما كان أميا، لا يقرأ مسطورا ولا يكتب سطرا، فسد مثل هذا الظن، وبطلت حجج مثيريه، وسحبت جميع البسط، من تحت أرجل المتشككين والمرجفين والمبطلين.
قال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (?).
ومع كل هذا، فقد اتهموه - صلى الله عليه وسلم - باكتتاب ما يتلو عليهم، وهم يعرفونه أميا لا يعرف كتابة: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (?).
أرأيت - بعد هذا - إلى سماجتهم وبجاحتهم وائتفاكاتهم، إلى أي حد وصلت، وأي مبلغ بلغت؟ إنها الغواية، التي إذا تغلغلت في القلب، أعمت البصر، وأصمت السمع، وعطلت العقل والذهن.