الرواسي للأرض كما أخبر الله تعالى عن هذا بقوله: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} (?) {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} (?)، وقوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} (?).

فيزيل الله الجبال من أماكنها ويذهبها سبحانه وتعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} (?) {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا} (?) {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} (?).

فتبقى الأرض مستوية لا حجر فيها ولا شجر ولا انخفاض ولا ارتفاع فهي ظاهرة مكشوفة جميعها للرائي.

قال الألوسي عند آية الكهف: (والظاهر هنا أول أحوال الجبال ولا مقتضى للصرف عن الظاهر، ثم المراد بذكر ذلك تحذير المشركين ما فيه من الدواهي التي هي أعظم من ثالثة الأثافي) (?) (?).

وقوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} (?) خطاب لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد ممن يتأتى منه الرؤية، أي: وترى جميع جوانب الأرض: بارزة بادية ظاهرة، أما ظهور ما كان منها تحت الجبال فظاهر، وأما ما عداه فكانت الجبال تحول بينه وبين الناظر قبل ذلك أو تراها بارزة لذهاب جميع ما عليها من الجبال والبحار والعمران والأشجار، وإنما اقتصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015