سبات عميق، وتتخبط في ظلمات داكنة من الشرك والبدع، وبعض أبنائها إن لم يكن جلهم يتعلقون بأصحاب القبور والسحرة، وما يتبع هذا من المعاصي والآثام.
وقد عانى الشيخ في هذا السبيل ما الله به عليم، فصبر وصابر، وهذب نفوس وطباع من حوله، من طلاب وجلساء، حتى برزت الثمار، وظهرت النتائج في الغرس: طلابا نجباء، ومدرسين وقضاة، ودعاة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وغير هذا من ثمار يانعة يلمس أثرها في ذلك اليوم وحتى الآن.
وفي اليوم السابع والعشرين من شهر صفر عام 1389 هـ مرض الشيخ القرعاوي وهو في منطقة جازان الموافق ليوم الخميس، وقد نقل على أثره للرياض، وأدخل المستشفى المركزي بالشميسي، فعلم به العلماء وطلاب العلم بالرياض، وبعض المسئولين، وجاءوا لزيارته والدعاء له بالشفاء.
وقد وافاه الأجل المحتوم في يوم الثلاثاء الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1389 هـ عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاما، وقد صلي عليه في مغرب ذلك اليوم بالجامع الكبير بالرياض، ودفن بمقبرة العود، وقد رثاه بعض تلاميذه بقصائد وكلمات (?).
وفي مرض موته أوصى بثلث تركته في وجوه الخير والبر، وقد أشاد به وبأسلوبه في الدعوة إلى الله الأستاذ: محمد بن أحمد العقيلي في كتابه المخلاف السليماني (?).
ويرى الشيخ محمد القاضي أنه في عام 1386 هـ فقد الشيخ القرعاوي