تتعاون على تحقيق هدفين: الأول إيجاد مكان للصلاة يتخذ مسجدا بصورة من الصور ويلحق به الاستعدادات الخاصة بالوضوء وما يلزم المسلم عمله إذا تعرض لحدث سعيد أو مؤلم كالزواج والموت، وهما من طبيعة الحياة. . ولهذا تألف عدد من الجمعيات بعدد الأحياء التي يعيش فيها مسلمون وكثيرا ما تحمل هذه الجمعيات أسماء البلاد التي وفد منها الأعضاء المؤسسون لها، وأخذت تستأجر بعض الأماكن أو تشتريها إن أمكنتها ظروفها المالية، وتباشر فيها الصلوات وتعلم فيها الأطفال، ومن المؤسف أن هذه الأماكن لم يتوفر فيها ما يجب توفره في المسجد من النظافة وحسن الاستعداد، ولا تلبث الجمعية أن تبحث عن شخص يؤم الصلاة ويعلم الأطفال والمحفوظ منهم هو الذي يعثر على شخص يحفظ القرآن وإن لم يفهم ما يعني، ولم يكن له دراية بالفقه وأمور التشريع وأهداف الإسلام ومناهجه، فما دام يحفظ القرآن ويطلق لحيته فهو إمام المسجد، وعلى هذا الأساس قام بالإمامة في عدد من المساجد جماعة كبيرة، ولا يلبث الخلاف أن ينشب بين أعضاء الجمعية تنازعا على الرئاسة وقد يأخذ الإمام جانبا دون جانب، ثم يضطر إلى ترك المكان، وقد يجدون شخصا آخر يؤم الصلاة وقد لا يجدون، وقد تنضب موارد الجمعية فتعجز عن أداء راتب الإمام فيضطر للبحث عن مكان آخر وهكذا دواليك. . ليس هناك تخطيط ولا إعداد، وإنما هو شيء خير من لا شيء.
ونظرا لضعف الموارد المالية وعدم الفهم الصحيح نشأت مجموعة من الناس تحترف الإمامة بالمساجد وتعيش عليها، وحسبها أن تؤم الصلاة وتقرأ القرآن أما شرح الإسلام للمسلمين وبيان مثله وآدابه وسلوكه فليس هناك ما يعين على تقديمه، وبالطبع فالعجز بالنسبة لتقديم الإسلام لغير المسلمين أو الإجابة على الاستفسارات التي تقدم أكثر وضوحا ويمكن أن يقال بوجه عام: إن المساجد في انجلترا تعاني من عدم الكفاءات الدينية التي تتولى الإمامة، وتعاني من الضعف المالي الذي يعجز القائمين عليها عن الوفاء بالتزامات المسجد، وقد يكون هذا سببا في النقص الأول أيضا، والمسجد في بلد مثل إنجلترا مطالب بأداء وظائف كثيرة إلى جانب وظيفته التقليدية، ولا يمكن أن يقوم بذلك إلا بوجود الإمام المستنير وهذا يدفعنا إلى أن نفكر جديا في وسيلة إعداد الدعاة إعدادا يتفق مع متطلبات العصر، ويجب أن ينطلق هذا التفكير من القائمين على التوجيه الديني في العالم الإسلامي، وإعداد تخطيط جديد لتخريج أفواج من الدعاة مزودين بزاد كاف من المعرفة ورحابة الأفق والقدرة على مواجهة الأحداث الجديدة بعقل مستنير ودين متين وخلق قويم وقلب متفتح نقي وإدراك واع لظروف الحياة من حولهم ويا حبذا لو اتخذت الخطوة الأولى في مؤتمرنا هذا.
هذا من ناحية الإمام وهو حجر الزاوية في نجاح المسجد، أما من ناحية الإدارة فإن الشعور بالمسئولية يدعونا أن نضع لها من الترتيبات والضمانات ما يحميها من الأهواء الشخصية ويرتفع بها فوق رغبات النفس وحب الرياسة