نزحوا أساسا جريا وراء الرزق والعمل على السفن الإنجليزية التي كانت تمر بعدن، ولهذا تجد هذه الجماعات اليمنية تستوطن المدن الساحلية والصناعية مثل: كارديف عاصمة مقاطعة ويلز، وليفربول وساوث شيلد وجلاسجو وشيفيلد وبرمنجهام، وقد لوحظ أن كل جماعة يمنية تستقر في مدينة ما من مدن إنجلترا يجاورها جماعة صومالية تتناول نفس الأعمال التي يقوم بها اليمنيون إلا أن عددهم أقل، وبعد أن أصبحت الصومال عضوا في الجامعة العربية يمكن أن نقول إجمالا: إن البلاد العربية التي يوجد منها جاليات مستقرة بإنجلترا هي اليمن والصومال
ونستطيع أن نقول بغير استثناء: إن المسلمين النازحين إلى إنجلترا سواء كانوا من شبه القارة الهندية أو من غيرها من البلدان الإسلامية. . هم من الطبقة العاملة المحدودي الثقافة: أو إن أردت الدقة فإن هذه هي السمة الغالبة عليهم لما هاجروا إلى إنجلترا في أول الأمر، إلا أنه بعد أن استقرت هذه الجاليات سنوات ووفد عدد من أهليهم للدراسة، رأوا أن يستقروا في إنجلترا بعد أن أتموا دراساتهم وأصبح يوجد حاليا الطبيب المسلم، والمحاسب المسلم، والمهندس المسلم، والمعلم المسلم، ورجل الأعمال المسلم، وقد لوحظ في السنوات السبع الأخيرة أن عددا من الأطباء العرب وخاصة من مصر هاجروا إلى هذه البلاد بقصد الدراسة ثم مددوا إقامتهم لعدة سنوات أغراهم بذلك توفر الآلات الحديثة وتوفر الرعاية الصحية والاجتماعية، إذ توفر لهم المستشفيات التي يعملون بها مساكن مريحة كاملة الاستعداد بأجور رمزية. . وفي الوقت نفسه يتقاضون مرتبات سخية بالنسبة لما يتقاضونه في بلادهم.
وقد ترتب على استقرار هذه الجاليات الإسلامية في تلك البلاد أن وجدت محلات إسلامية تبيع لهم اللحوم والأشياء التي ألفوها في بلادهم، ويدخل في ذلك المطاعم الهندية والباكستانية التي تقدم لهم اللون الذي يحبونه.
كانت الهجرة من البلاد الإسلامية إلى إنجلترا مع مطلع هذا القرن إلا أنها لم تتخذ طابع الاستقرار والإقامة، ونمت قليلا أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، وفي خلال وعقب الحرب العالمية الثانية اتسع نطاق هذه الهجرة بشكل ملحوظ وخاصة بعد أن نالت دول الكومنولث استقلالها وأصبح من حق