وقبل أن أعرض على مسامعكم الكريمة أوضاعنا ومشاكلنا أود أن أنقل إليكم أصالة عن نفسي ونيابة عن منظمة الخدمة الإسلامية في ديار المهجر تحيات المسلمين الحارة وتمنياتهم الطيبة آملين على الله أن يحقق هذا المؤتمر ما فيه صالح الإسلام والمسلمين، وأن يحقق على يديكم وأنتم قادة الإسلام في هذا الزمان ما يصبو إليه ديننا الحنيف من عز وسؤدد ومجد امتثالا لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (?) صدق الله العظيم.
وإنني إذ أستعرض أحوال المسلمين في ديار المهجر الأمريكي أود أن أنقل لمسامعكم الكريمة المعلومات التالية:
1 - يزيد عدد المسلمين في ديار المهجر عن مليوني نسمة منتشرين في مختلف الولايات المتحدة ويزيد هذا العدد عاما بعد عام، ويتركز معظم المسلمين في الجهات الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة وأخصها: ولاية نيوجيرزي، ونيويورك، وأوهايو، ومتشغان، وشيكاغو، وكذلك في الجهة الجنوبية الغربية منها مثل: كاليفورنيا، وتكساس، وسان فرانسيسكو، ولويزيانا، وفلوريدا، ويعمل معظمهم في التجارة الحرة وفي المصانع.
إن هؤلاء المهاجرين قدامى. . هاجر طلبا للعمل وبعضهم طلبا للعلم، وبعضهم حديثو الهجرة، والظروف التي أجبرتهم على النزوح لا بد وأنها معروفة لديكم أيها الأخوة الكرام، ولكن بسبب الظروف والأوضاع السائدة في وطننا الحبيب فلسطين وعلى أثر الاحتلال الإسرائيلي البغيض لبيت المقدس الشريف. . أجبر عدد كبير على النزوح هربا من التسلط اليهودي للشباب العربي المسلم، وخلال السنوات الثمان الماضية وعلى الأخص بعد حرب حزيران عام 1967 ازداد عدد المهاجرين من ديار المقدس الشريف ومن مختلف الأقطار العربية: كمصر، وسوريا، ولبنان، واليمن، والعراق بالإضافة إلى المسلمين الآخرين النازحين من مختلف الأقطار الإسلامية الأخرى: كتركيا، والباكستان والقارة الهندية، وجنوب شرق آسيا، والقوقاز، والدول الإفريقية وغيرها من بقية الأقطار التي يرزح المسلمون فيها تحت وطأة الظلم والطغيان وأخص ذلك دول شرق أوروبا: كيوغوسلافيا، وجنوب روسيا، والفلبين.