فلا) (?)، وقال الفراء عنه أيضا حين علم بعزمه على الخروج إلى الري (لئن كان خرج فقد خرج معه النحو كله) (?).
فإذا كان هذا مقدار إعجاب قطبي الكوفة بالأخفش البصري، وإذا كانت هذه أقوالهما فيه وهي قد بلغت ذروة المدح وقمة الثناء، فإن ذلك يعني بوضوح أنهما اطلعا على علمه واستفادا منه، وأنهما يدعوان نحاة الكوفة المعاصرين ومن بعدهم إلى الاقتداء بهما في الحرص على علم الأخفش والاستفادة منه.
ولقد ظهر تأثير الأخفش أيضا فيمن أتى بعده من أهل بغداد ومن غيرهم، سواء أكانوا من اللغويين أم من أهل النحو والبلاغة وغيرهما من علوم اللسان، فلقد أثر في أبي علي الفارسي الذي اتصل بكتبه ونقل عنها وعول عليها، وفي ابن جني الذي طبع "خصائصه" بطابع "مقاييس" الأخفش وملأ "مصنفه على تصريف المازني " بآرائه الصرفية، وفي ابن السراج الذي أكثر من الرواية عنه في "أصوله" واعتمد عليه في الاحتجاج، وفي السكاكي الذي جعل آراءه واحدا من مصادره الرئيسة في كتابه البلاغي "مفتاح العلوم" وجعل أيضا مفتاحه هذا معرضا لمواقف الأخفش في علم العروض والقوافي التي تابع فيها خطى الخليل ولآرائه التي خالفها فيها، وفي ابن فارس في "مقاييسه" وفي الجوهري في "صحاحه". وفي الرازي في "مختاره من الصحاح". وفي ابن منظور في مصنفه "لسان العرب" وهي جميعا مليئة بروايات الأخفش اللغوية والنحوية والصرفية والبلاغية والعروضية.
وقد أورد أحد الباحثين إحصاء غريبا طريفا، بين فيه من تأثروا بالأخفش في مختلف العصور وأحصى عدد المسائل التي تأثر