تأسس النحو على يد أهل البصرة الأوائل، فهم الذين وضعوا قواعده وقننوا قوانينه وأقاموا أسسه، ثم أسلموه لأهل الكوفة الذين شرعوا في الاشتغال به بعد مدرسة البصرة بنحو قرن كانوا في خلاله مشغولين بالسير والتراجم والأخبار والأشعار ونحو ذلك.
ويعد الأخفش واحدا من أعلام مدرسة البصرة المقدمين، وأكبر أئمتها بعد سيبويه، وهو نحوي عظيم ملأ الدنيا نحوا ولغة وخلد ذكره بما ترك من آثار وآراء ومواقف في الدرس النحوي واللغوي، فهو لم يكن دارسا معتادا ممن طواهم التاريخ فلا يذكرهم الناس إلا لماما، وإنما هو واحد من أبرز المشاهير الخالدين، بل هو أحد من تميزوا فيهم.
ويؤكد منهج الأخفش العام بصريته، وذلك على الرغم من خروجه المتكرر على بعض قواعد مدرسته البصرية، ومحاولته المستمرة الإتيان بجديد في بعض جوانب البحث النحوي، واشتهاره بالإكثار من مخالفة قومه البصريين ولا سيما أستاذه سيبويه أو بالزيادة عليهم وبمتابعة الكوفيين له في هذه المخالفات والزيادات، أو بمتابعته الكوفيين في آرائهم في كثير من الأحيان.
وكان من المفروض أن يلتزم الأخفش كغيره من نحاة البصرة بخط قومه البصريين التزاما دقيقا، وينهج نهجهم، فلا يحيد عنه ولا