قول الشاعر:
فزججتها بمزجة ... زج القلوص أبي مزاده (?)
فقد جوز الأخفش وتابعه الكوفيون الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول به قياسا على هذا البيت، فأقاموا عليه قاعدتهم هذه وطردوها، في حين ذهب سيبويه إلى أنه لا يجوز الفصل بينهما إلا بالظرف في الشعر فحسب (?).
ومع مواقف الأخفش هذه كانت له مواقف أخرى التزم بها في القياس جانب الاعتدال، وابتعد فيها عن التسمح وعن المغالاة والإبعاد على حد سواء وأدار القياس فيها بكفاءة وفقا لمقاييس المفهومات المتماثلة، واعتمد في الترجيح بين الأحكام القياسية على الذوق اللغوي والإحساس العميق بالمعاني، ومن ذلك:
- قياسه رفع الابتداء للمبتدأ والخبر سويا على إعمال إن في اسمها وخبرها معا واعتباره هذا الحكم في المقيس أقيس وأوجه وأحسن مما ذهب إليه سيبويه من أن المبتدأ مرفوع بالابتداء وأن الخبر مرفوع (?) بالمبتدأ؛ لأنه أقرب إلى التوجيه الظاهر.
- قياسه بقية أفراد الباب على الفعلين القلبيين المتعديين "علم ورأى" الذين سمع (?) من العرب تعديتهما بالهمزة إلى أكثر من مفعول.
- حكمه بزيادة أكاد في غير التعجب (?) في نحو قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} (?) قياسا على زيادة أصبح وأمسى السماعية في باب التعجب في قول العرب: "ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفأها" وقياسا على زيادة "كان" أم الباب القياسية بين ما وفعل التعجب كقول