ثم عودته إلى البصرة وإقامته فيها وانقطاعه بذلك عن مشافهة الكوفيين، مما أعاده ثانية إلى شيء من منهج البصريين المتشددين.

ومن مواقف الأخفش المتنوعة إزاء القياس وفيها ما تشدد فيه، وما تساهل، وما تجاوز بتساهله الحد:

- منعه إيلاء إن وأخواتها معمول (?) خبرها مع إجازة غيره ذلك قياسا على ما سمع من قول الشاعر:

فلا تلحني فيها فإن بحبها ... أخاك مصاب القلب جم بلابله

- إجازته تثنية الأعداد غير المائة والألف وجمعها قياسا على قول الشاعر:

فلن تستطيعوا أن تزيلوا الذي رسا ... لها عند عال فوق سبعين دائم (?)

وفي حين لم يجز غيره من البصريين هذا القياس وعدوا البيت شاذا يحفظ ولا يقاس عليه (?).

- إجازته إعراب ثاني العدد المركب إذا أضيف مع إبقاء الأول على بنائه قياسا على إحدى لغات العرب، فتقول: هذه خمسة عشرك، بفتح التاء ورفع الراء، وأخذت خمسة عشرك، بفتح التاء ونصب الراء، ونظرت إلى خمسة عشرك، بفتح التاء وجر الراء (?).

- إبقاؤه عمل إن بعد تخفيفها قياسا (?) على إبقاء العرب عمل يكون بعد جزمها وحذف نونها للتخفيف مع بعد ما بينهما، وجعل منه تخفيف أهل المدينة إن وإعمالها في قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} (?).

- قبوله الأشعار الشاذة واتخاذها أصلا للقياس، كما جرى في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015