لبعض الظواهر النحوية واللغوية استوحى فيها أساليب العربية في تركيب الكلام وذوق المعاني بعيدا عن منطق العلة وتفلسف البراهين وتعقيدات الجدل، وهو منهج كان الكوفيون يرتضونه ويميلون إليه كثيرا ويعملون به، ومن آيات ذلك:
قوله بزيادة "إن" بعد "ما" النافية في قول فروة بن مسيك (?) المرادي:
وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا (?)
وهي في هذه الحال تمنع "ما" عنده من نصب الخبر (?).
وقوله بزيادة أصبح وأمسى وكان بين ما وفعل التعجب (?).
وزيادة كاد في غير (?) التعجب نحو: ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفأها، وما كان أصح علم من تقدما، وقوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} (?).
فقد حرص الأخفش في هذه الأمثلة ونحوها على أن لا تكون الزيادة في بنية الجملة عبثا بل محكومة بضابط لا مفر من مراعاته وهو أن لا تؤدي بحال إلى الخروج عن الذوق وإلى تعمية المعنى، وأن تكون لفائدة هي؛ التوكيد عن طريق تثبيت المعنى وتقوية المبنى وليس لمجرد التجميل ونحوه، وأن تكون كذلك ظاهرة المعنى لا غموض فيها يدعو إلى افتعال تفسير لوجودها أو تأويل للمراد منها بل هي بسيطة تتلاءم مع الفهم الواضح لمقصود أصحابها من تركيب كلامهم وترتيب نظامه.
وقوله بحذف حرف "قد" قبل الفعل الماضي ليصح (?) وقوعه حالا في قوله تعالى: {جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (?).
وقوله بحذف الاسم المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه في قوله