الخاص والعرض العام، يظهر هذا على سبيل المثال في حده الاسم بأنه "ما جاز فيه نفعني وضرني" (?) يريد أنه ما جاز أن يخبر عنه، في حين عرفه سيبويه تعريفا يسيرا عن طريق التمثيل له فحسب فقال: "الاسم رجل وفرس وحائط" (?).

وللأخفش إسهام في التعليل أيضا وهو في حقيقته مجاوزة مجرد النقل إلى العقل وتركيب ذهني وسبك فلسفي للأسباب يخرج بها عن العفوية اللغوية.

ومن تعليلات الأخفش العقلية تعليله لإضافة اسم الزمان إلى الفعل بقوله: "إنما أضيفت أسماء الزمان إلى الأفعال لأن الأزمنة كلها ظروف للأفعال والمصادر، والظروف أضعف الأسماء فقووها بالإضافة إلى الأفعال" (?).

وقد امتدت عناية الأخفش بالتعليل المنطقي وإمعانه فيه حتى شمل عنده تعليل ما لم يقع في اللغة، من ذلك تعليله امتناع الفعل المضارع من الجر الذي علله سيبويه من قبل بشكل أيسر وأدنى إلى الواقع اللغوي بقوله: "وليس في الأفعال المضارعة جر، لأن المجرور داخل في المضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك في هذه الأفعال" (?)، لكن الأخفش أدلى بعلة جديدة أطول وأشد غموضا وأكثر تفلسفا فقال: "لم يدخل الأفعال جر لأنها أدلة، وليست الأدلة بالشيء الذي تدل عليه، وأما زيد وعمرو وأشباه ذلك فهو الشيء بعينه، وإنما يضاف إلى الشيء بعينه لا إلى ما يدل عليه، وليس يكون جر في شيء من الكلام إلا بالإضافة (?).

وعلى الرغم من كل هذا فقد ظهر في نحو الأخفش معالجات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015