هـ) موقف الأخفش من لغات العرب:
علينا بعد الصورة العامة السابقة التي عرضناها لمواقف النحويين البصريين القدامى من لغات العرب أن ننظر في نحو الأخفش نفسه - وهو منهم - لنزداد معرفة بموقفه من هذه اللغات، فمن مسائل الأخفش:
نقله كسر الشين في قوله تعالى: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (?) عن بني تميم أهل نجد، ونقله تسكينها عن أهل الحجاز.
روايته عن بعض العرب طفق يطفق من باب ضرب والمصدر طفوق إلى جانب اللغة المطردة على ألسنتهم وهي طفق يطفق من باب فرح يفرح والمصدر طفق، وكلا اللغتين فصيح (?).
حكايته عن العرب أنهم يقولون: "آخذه الله بذلك وواخذه الله، لغتان" (?).
قبوله من بكر بن وائل سكان شرق الجزيرة، والبصريون لا يطمئنون إلى لغتهم لمجاورتهم النبط والفرس، ومن عبد القيس، والبصريون لا يأخذون بلغتهم لأنهم كانوا من سكان البحرين مخالطين للهند والفرس، ومن أهل اليمن الذين لا يحتج بهم أصلا لمخالطتهم الهند والحبشة وولادة الحبشة فيهم، ومن أزد عمان الذين لم يحتج بهم البصريون لمخالطتهم الهند