د) لغات العرب وموقف البصريين والكوفيين بعامة منها:
احتج النحاة من المصرين بالمنظوم والمنثور من كلام العرب الموثوق بعربيتهم من الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين ومخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، وطرحوا كلام المولدين والمحدثين بعدهم، وذكر الثقات أن آخر من يحتج بهم إبراهيم بن هرمة المتوفى سنة 176هـ.
وقد رفض بعض غلاة النحويين البصريين القدامى قبول جميع شعر جرير والفرزدق والأخطل ومن في طبقتهم مع أنهم يعدون في الإسلاميين، فإذا وجدوا شيئا من شعرهم لا ينطبق على القواعد التي قرروها لحنوهم، وأخبار عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي في تلحين الفرزدق مشهورة، وقد تزيد بعض هؤلاء النحاة فلحنوا بعض فحول الجاهلية، فهذا عيسى بن عمر مثلا يقول: أساء النابغة بقوله:
في أنيابها السم ناقع
وكان عليه أن يقول "ناقعا" (?)، وهذا اللغوي ابن فارس أيضا يتابعهم فيقول: "والشعراء أمراء الكلام يقصرون الممدود ولا يمدون المقصور ويقدمون ويؤخرون ويومئون ويشيرون ويختلسون ويعيرون ويستعيرون، فأما لحن في إعراب أو إزالة كلمة عن نهج صواب فليس لهم ذلك، ولا معنى لقول