يكن في ذلك حجة أيضا على أصلكم - أنه يشترط في الدوام ما يشترط في الابتداء؛ لأن غاية حديث كعب أن يكون من فعل الصحابة، وحديث جابر من فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شك أن فعله أحق وأولى بالاتباع / من فعل [8 / أ] غيره. وهو ينقض عليكم دعواكم أنه يعتبر في الدوام ما يعتبر في الابتداء؛ لأنه لو كان كما قلتم لبطلت جمعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وحاشا لله من ذلك.
العاشر: المعارضة بما رواه أبو داود في مراسيله، عن الزهري: أن مصعب بن عمير حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، جمع بهم وهم اثنا عشر رجلا (?).
وقد وصله الطبراني في كتاب الأوائل، من طريق صالح بن أبي الأخضر (?)، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عقبة بن عمرو (?) أبي مسعود الأنصاري، قال: أول من جمع بالمدينة - قبل أن يقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير، وهم اثنا عشر.
وصالح بن أبي الأخضر (?) وإن ضعفه الأكثر، فقد قال الإمام أحمد: يستدل به [و] (?) يعتبر به (?). وقال الذهبي في الميزان: صالح الحديث (?).
فقد علمت أنه ليس في حديثه ما يزك، بل يعتبر به. وإنما يزك حديثه إذا عارضه ما هو أصح منه، ولم يعارضه هنا معارض أصلا.
وحديث كعب لا يعارضه؛ لأن كعب بن مالك حكى ما شاهده وحفظه في الجمعة التي حضرها (?) وغيره حكى ما شاهده وحفظه في الجمعة التي حضرها فلا منافاة بينهما، وقد جمع بينهما البيهقي: بأن المراد بالانثي عشر