وقالوا تعلم للعلوم نفاقها ... بسحر نفاق يستفز العزائما

ولا بد من مال به العلم يعتلى ... وجاه من الدنيا يكف المظالما

ودونك يا من لا يرى النصح ذلة ... ستوسع فيك الشامتين المراجما

وكم زفرة تحت الضلوع يهيجها ... حكيم يبيع العلم بالجور حاكما (?)

وتقع هذه الأبيات في ستة وثلاثين بيتا، وهي في الحض على طلب العلم، والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى.

وذكر التلمساني في نفح الطيب أن الأمير عز الدين موسك، الذي كان والد ابن الحاجب حاجبا له، بعث إلى الشاطبي يدعوه للحضور عنده، فأمر الشيخ بعض أصحابه أن يكتب إلى الأمير:

قل للأمير نصيحة ... لا تركنن إلى فقيه

إن الفقيه إذا أتى ... أبوابكم لا خير فيه (?)

ومن شعره رحمه الله:

خالطت أبناء الزمان فلم أجد ... من لم أرم منه ارتيادي مخلص

رد الشباب وقد مضى لسبيله ... أهيا وأمكن من صديق مخلص (?)

وكان رحمه الله يتمثل بهذه الأبيات الكثيرة، وهي لغز في وصف النعش:

أتعرف شيئا في السماء يطير ... إذا سار صاح الناس حيث يسير

فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا ... وكل أمير يعتليه أسير

يحض على التقوى ويكره قربه ... وتنفر منه النفس وهو نذير

ولم يستزر عن رغبة في زيارة ... ولكن على رغم المزور يزور (?)

رحم الله الشاطبي، المقرئ الفقيه النحوي الأديب الشاعر، إنه كريم جواد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015