وفي الموطأ من هذا القبيل ما يقرب من 300 موطن فرقم البعض وأهمل البعض فما هو الداعي للترقيم والإهمال؟
وهناك نوع آخر من الاضطراب في الترقيم
فمن ذلك: في صفحة (330) من الموطأ كتاب الحج، باب مواقيت الإهلال جزأ حديثا واحدا -بإسناد واحد ومتن واحد- إلى جزئين وجعل له رقمين، والحديث رواه مالك من حديث عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أنه قال: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدينة أن يهلوا من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن (?)».
قال عبد الله بن عمر: أما هؤلاء الثلاث فسمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ويهل أهل اليمن من يلملم (?)».
فرقم الجزء الأول -كما رسمته- برقم 23 والجزء الثاني برقم 24 مع أنه حديث واحد وكله في معنى واحد وهو تحديد المواقيت.
ومن ذلك: أن من عادته في الترقيم إذا جاء حديث بإسناد ثم جاء نفس المعنى بإسناد آخر بعده فإنه يرقم الأول ويهمل الثاني من الترقيم اختصارا لأنه داخل تحت معنى الحديث الأول، وقد فعل ذلك في صفحة 149 في الحديث الذي بعد رقم 19 وفي صفحة 288 في الحديث الذي بعد حديث رقم 5، وفي صفحة (308) في الحديث الذي بعد حديث رقم (53) وهذا أمر يتمشى مع منهجه في كتابه لكنه خالف هذا المسلك في صفحة (95) حيث رقم حديث ذي اليدين برقم (60) ثم رواه مالك من طريق آخر ولم يذكر المتن وقال في آخره كعادته: (بمثل ذلك) فرقم الإسناد الثاني مع أنه لا يرقم مثل هذا الإسناد أصلا في مثل هذه الحالة كما فعل ذلك أيضا في صفحة 539 حيث رقم حديثا برقم 34 وهو قول عثمان في الجمع بين الأختين بملك اليمين أحلتهما آية وحرمتهما آية أما أنا فلا أحب أن أصنع ذلك.