والإرشاد، وإن من آداب النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم اتباع طريق الحكمة في ذلك حتى تكون النصيحة خالصة غير خارجة عن منهج السلف الصالح مثمرة ثمراتها مؤكدة التعاون بين الأمة وقادتها موجدة محبة متبادلة وثقة بالناصحين وعملا من الولاة.
ومن المعلوم أن مقتضى النصح لعامة المسلمين أن يحب المرء لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكرهه لها وأن يشفق عليهم ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم ويحزن لحزنهم ويفرح بفرحهم وأن يحب ما يصلحهم ويديم النعم عليهم والنصر لهم على عدوهم ودفع كل أذى ومكروه عنهم. كما أن النصح لأئمة المسلمين يكمن في إرشادهم سرا بينهم وبين ناصحيهم مع حب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم. كما أن طاعتهم في المعروف طاعة لله عز وجل والتعاون معهم في طاعة الله عز للإسلام وأهله. وإن المجلس ليذكر الجميع بوجوب شكر هذه النعمة التي نعيشها من الأمن والاستقرار واجتماع الكلمة وما من الله به من دفع الشرور عن هذه البلاد وذلك مما يحتم التعاون على البر والتقوى والاستقامة على الحق.
وبناء على كل ما تقدم وأخذا بمبدأ درء المفاسد وجلب المصالح وقياما بالواجب الملقى على كل من ولاه الله مسئولية في هذه الأمة وحفظا لحق الراعي والرعية. وبعد اطلاع المجلس على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وما تداولته بعض الأيدي حول ما كتب لولي الأمر عن أمور يراد تحقيقها، فإن مجلس هيئة كبار العلماء يستنكر الطريقة التي سلكت في نشر وتوزيع ما كتب في ذلك ويحذر من مغبة تكرار مثل ذلك مستقبلا ويرى أن الطريقة التي استخدمت في نشر وتوزيع ذلك لا تخدم المصلحة ولا تحقق التعاون على البر والتقوى. وإن المجلس يوصي الجميع بتقوى الله في السر والعلن