وأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يعطي هذا الجانب (أعني عرض الدعوة وإبلاغها) أعظم الاهتمام والعناية في إطار من أربعة أضلاع تكون سياجا منيعا لحماية الحق وحفظ كيانه والاعتراف بفضله حتى من معارضيه.

الأول: (الحسنى) في ظلال {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (?) 6 العنكبوت.

الثاني: (العدل والمساواة) في ظلال {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (?) 64 آل عمران. . . ولم يقل مسلمون مسيحيون.

الثالث: (رفض الهوى والمساومات) في ظلال {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (?) 15 الشورى.

الرابع: (الحسم الواضح) في ظلال {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (?) وإذا استدعى الأمر {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (?)

وبهذا المسلك الموقن سد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الثغرات دون أهل الهوى والغرض، لكن العرض الضعيف يطمع ويفتح أبواب الفتنة والحق، أقول لقد قرأت الحوار وطالعته كما طالعت بعض التعليقات حوله بشعور أليم وقلب أسيف لما أثار من فرص موهومة بدا فيها الباطل صاحب وجهة نظر، وجرأت أهله على الرفض الصريح بل وعلى الغمز أحيانا. . {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (?)

ومن أجل ذلك وأمثاله أركز كل التركيز على موضوع إعداد الداعية شكلا وموضوعا علما وسلوكا. . والله المستعان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015