ظلم في الإسلام، وكذلك لا تمرد أو عصيان للإمام المسلم كما قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (?).
فأمر الله ورسوله للأمة حكاما ومحكومين. فالإمام العادل ما دام يستمد أوامره من الله ورسوله فإطاعته إطاعة لله ورسوله، وحتى إذا كانت أوامره لا تتعارض مع أوامر الله ورسوله من أمور الدنيا المباحة، فإن إطاعته واجبة بموجب الآية السابقة، وهذا ما يوضحه موقف خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما امتثل لأمر خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسلم الجيش لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه راضيا صاغرا دون تذمر وتأفف، ولسان حاله يقول:
إنا نقاتل كي يرضى الجهاد بنا ... ولا نقاتل كي يرضى بنا عمر
فقد كانوا ينظرون إلى المناصب، ويدركون مسئوليتها أمام رب العالمين، ويخشون أن تصبح حسرة وندامة يوم القيامة إذا حملت مظالم عباد الله وخلقه، فيسأل عنها ويحاسب عليها الحاكم في ذلك اليوم الذي لا ظلم فيه، ويحاسب الظالم فيه حسابا عسيرا فينتمى أن يعود للدنيا ليحكم بالعدل والقسط ويعمل صالحا حيث لا تنفع حسرة وندامة، ولا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وختم الله تبارك وتعالى رسالة السماء التي ابتدأت بالعلم، واختتمت بالتقوى وتذكيرا باليوم الآخر بقوله جل وعلا:
{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (?).
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم (?)».
إن المساواة الكاملة في صفوف الصلاة بين المصلين التي تشابه صفوف الملائكة دون أي تمييز لحسب ونسب أو جاه وسلطة أو غنى