«تبسمك في وجه أخيك صدقة (?)»، وتحية بعضهم بعضا بتحية الإسلام، وتحية أهل الجنة: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "، فهذه الجملة التي تربط المسلم بالمسلم عليه برباط يبدأ باسم الجلالة، وينتهي به أو بضمير يعود إليه هي رباط إلهي بين مسلمين بأخوة الإسلام، هذا السلام الذي جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد وسائل التحابب في الله عندما حض على إفشائه بين المسلمين. كما أن التحابب في الله أحد النماذج السبعة التي تستظل بظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، وقد زهد بتحية الإسلام وهدي نبيه عليه الصلاة والسلام كثير من مسلمي اليوم، وقد أهملوا وسائل التحابب وخيره الوفير، وأجره العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فحل التباغض والنفور محل المحبة والوئام، والعداوة والبغضاء محل المودة والإخاء واستبدل بعضهم الذي هو أدنى بالذي هو خير، عندما فضل تحية الأمم الأخرى محل تحية الإسلام، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيا بتحية الجاهلية عم صباحا أن يستبدلها بتحية خير منها، ألا وهي تحية الإسلام، كما بين عليه الصلاة والسلام الكيفية عندما سأله أحد الصحابة قائلا: «يلقى أحدنا أخاه أيقبله؟ قال: لا، قالوا: أينحني له؟ قال: لا، قالوا: أيصافحه؟ قال: نعم (?)».
وكم هو مؤسف ما يتبناه اليوم بعض من ينتسب للإسلام في تحيتهم للمسلمين بتحية غيرهم من الأمم تقليدا لهم وانقيادا وتبعية إليهم في الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يكون أبعد الناس عن التقليد وخاصة في دين العزيز الحكيم الذي جعل العلم والمعرفة فرضا على كل مسلم ومسلمة ما دام منح من خالقه العظيم نعمة العقل ونعمة آيات الله المسطورة والمنظورة؛ لأن التقليد جهل، والعلم والتقليد يتنافران ولا ينشط أحدهما إلا في غياب الآخر، وقد نهى الأئمة - رحمهم الله - أتباعهم عن التقليد وحضوهم على