طاعة الله، وهي بيان عملي لتماسك الأمة وتضامنها حاكما ومحكوما في وحدة كاملة كما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (?)».
وعندما ينتهي المؤذن تبدو صورة أخرى من وحدة الأمة عندما يصلي كل فرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويدعو له كما علمنا عليه الصلاة والسلام بقوله «اللهم صل على محمد وعلى آله وذريته، كما صليت على إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آله وذريته، كما باركت على إبراهيم، اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته (?)».
إن المحافظة على هذا الهدي النبوي يكسب صاحبه شفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهنا يتجلى إخلاص الأمة على اختلاف الأزمنة والأمكنة لقائدها الأعلى، سواء في حياته أو بعد وفاته، واستمرار الإخلاص والمتابعة والصلاة عليه والدعاء له إلى يوم القيامة، وليس هذا إلا لمن أرسل هدى ورحمة للعالمين، وهنا يبدو وجه آخر لتضامن الأمة الإسلامية المتمثل بالتفافها حول قائدها المفدى عليه الصلاة والسلام.