وتعد أحد الأسس التي قامت عليها فكرة الإمامة الدائمة والمطلقة، فهم يعتبرون أن للعالم أدوارا مختلفة، وأن الملة القائمة في كل دور تختلف بسنتها وشكلها عن الملة السابقة، والعالم في نظرهم يمر في سبعة أدوار، وعلى رأس كل دور نبي ناطق حامل رسالة إلهية، والأنبياء الستة هم: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وسابع هو المهدي المنتظر، ويرى الباطنية أن لكل نبي من الأنبياء الستة الأوائل عمدة وأساسا يسمونه (الصامت)، وهو الذي يكشف باطن الشريعة للأشياع؛ لأنه مستودع علم النبوة، ويزعمون أيضا أن كل نبي متبوع بسبعة أئمة يبلغ سابعهم في كل دور أعلى مرتبة الإمامة فيصير ناطقا، وتعمل كل مجموعة سداسية من الأنبياء الصامتين على تدعيم عمل الناطق الذي سبقها، والتمهيد للناطق الجديد الذي يخلفه، وهكذا دواليك حتى تقوم الساعة.
وقد ترتب على فكرة الفيض نتائج خطيرة أدلت بدلوها كمعتقد فكري، ومن أخطر هذه النتائج:
1 - فكرة تعاقب أدوار الأئمة التي لا آخر لها، ما دام الفيض باقيا ومستمرا، فالأئمة الناطقون متعاقبون، وهذا يعني أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لم يكن خاتم الأنبياء، ولا آخر من يمثل اكتمال الوحي الإلهي، وهذه النظرية في حد ذاتها وبلا شك تهدم كيان الإسلام، وتطمس معالم الرسالة المحمدية التي اختصها الله بالكمال والتمام، وكانت آخر رسالات السماء {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (?).
وفكرة الفيض التي نادى بها الباطنيون قديما هي نفس الفكرة التي تؤمن بها القاديانية والبهائية، يقول المرزا غلام أحمد: ". . . . فكما ذكرت لكم مرارا أن هذا الكلام الذي أتلوه هو كلام الله بطريق القطع واليقين كالقرآن والتوراة، وأنا نبي " ظلي، وبروزي من أنبياء الله، وتجب على كل مسلم إطاعتي " ثم