إلى ذلك، فما جدوى الحج وتكبد المشاق في سبيله؟ هل يعود بفائدة على أولئك الذين رانت المادة على قلوبهم وانطفأت معها كل جذوة دينية؟ الإجابة على هذا التساؤل أعتقد أننا نعرفها جيدا؛ لأن الحج ركن من أركان الإسلام، وأن الدين الإسلامي برمته في نظرهم لا مكانة له عند العلمانيين.
ومن الغريب أن تطالعنا العلمانية هذه الأيام بتفسير عصري للقرآن الكريم، تستخدم فيه لغة الكمبيوتر، فنرى العلماني الدكتور محمد رشاد خليفة خبير التنمية الصناعية بالأمم المتحدة، وإمام مسجد مدينة توسان الأمريكية، في طبعة دار الفكر بدمشق لمحاضراته التي ألقاها بالكويت بعنوان " تسع عشرة دلالة جديدة في إعجاز القرآن " قال بعد أن لفت الأنظار إلى أن عدد حروف البسملة تسعة عشر، وأنه عندما تتبع كلماتها وجد أن كل كلمة فيها مضاعفة عن العدد 19 على النحو التالي:
كلمة اسم تتكرر 19 مرة.
لفظ الجلالة (الله) يتكرر في القرآن 2698 مرة، وهو 19 × 142.
كلمة الرحمن تتكرر في القرآن 57 مرة، وهو 19 × 3.
كلمة الرحيم تتكرر في القرآن 114 مرة، وهو 19 × 6.
وبعد أن يقدم هذا الحساب الإلكتروني المذهل يقول: " كيف يمكننا أن نصدق أو نعتقد بأن رجلا أميا يعيش في القرن السابع الميلادي بين البدو في الصحراء دون أن يتعلم من الحساب شيئا من هذا كالنسبة المئوية أو المكررات الحسابية، قال لنفسه: إنني سأكتب كتابا كبيرا تكون الجملة الأولى فيه مكونة من تسعة عشر حرفا، وتتكرر كل كلمة فيه عددا من المرات من أضعاف الرقم تسعة عشر.
وتلقى الناس قوله بانبهار، وخفي عليهم سر الرقم (19) الذي تدور حوله عقيدة البهائيين في قولهم: بنهاية الأمة المحمدية، والتبشير بالبهاء، وبقيام الساعة عام 1709هـ، فالهدف من لغة الكمبيوتر هنا هو غزو