الإسلام، وقدمت لها الدعم المالي والسياسي في كثير من أرجاء عالمنا الإسلامي.
وقد تسربت هذه التحديات جميعا إلى عقول المسلمين في غفلة منهم، فإن ما تمر به أمتنا الإسلامية اليوم كان حصاد قرن من الزمان، عمل خلاله الاستعمار العسكري الأوروبي بتوجيه الصهيونية العالمية لحسابه، وتمكنت من اقتطاع فلسطين لحسابها، ودبرت الجولات الثلاث مع إسرائيل، حصدت فيها ثلاثة أجيال من الأمة، وأشعلت نار الحرب في أماكن إسلامية أخرى: كحرب الصحراء المغربية، وحرب الصحراء المغربية وحرب الخليج، واحتلال أفغانستان، مع عربدة على الساحة العربية في غزة والضفة الغربية للأردن والجولان، وتهويد بيت المقدس، واحتلال جنوب لبنان، ومذابح صبرا وشاتيلا والبقاع.
وفي ظل العتمة الحالكة التي شغلت المسلمين عن وجودهم المعنوي جاء الغزو الفكري الجائح للموقع الديني برمته: مقدساته وفكره ومعتنقيه، مستهدفين قبل كل شيء ذلك الحصن المنيع الذي يعد مناط الأمة وأساس وجودها وبقائها. فماذا أعدوا لذلك؟
أ - العزلة الفكرية بين جناحي الأمة الإسلامية.
لعبت عوامل كثير في اصطناع هذه العزلة وفرض جدار قوي يحول دون التبادل الثقافي والفكري بين جناحي الأمة الإسلامية في المشرق والمغرب، ومن هذه العوامل ما هو تاريخي يعود إلى جذور شعوبية أو عصبية بغيضة قضى عليها الإسلام بتعاليمه السمحاء، ومنها ما يعود إلى الاستعمار وحلفائه من الصهاينة والماسونية والماركسيين الذين دعوا إلى ظهور الدعوات المختلفة لتعميق الهوة الفاصلة بين رقعة العالم الإسلامي، وترسيب كثير من الرواسب التي ساهمت في إثارة مواقف فكرية مضادة، كان مؤداها ظهور القوميات التي مزقت الكيان الفكري