هو تنازل عن أوضاعه وخصائصه الاجتماعية، إذ الضعف التدريجي في الاعتقاد بالفكرة الإسلامية، وما يتبع ذلك الضعف من الانتقاض والاضمحلال الملازم له سوف يقضي بعد انتشاره في كل الجهات إلى انحلال الروح الدينية من أساسها لا إلى نشأتها بشكل آخر ".
أما عن المرحلة الأخرى وهي الهدم فيقول: ". . . ولكننا نعود فنقول: إنه مهما اختلفت الآراء في نتائج أعمال المبشرين من حيث الشطر الثاني من خطتهم، وهو " الهدم "، فإن نزع الاعتقادات الإسلامية ملازم دائما للمجهودات التي تبذل في سبيل التربية النصرانية، والتقسيم السياسي الذي طرأ على الإسلام سيمهد السبل لأعمال المدنية الأوروبية، إذ من المحقق إن الإسلام يضمحل من الوجهة السياسية، وسوف لا يمضي غير زمن قصير حتى يكون الإسلام في حكم مدينة محاطة بالأسلاك الأوروبية ".
هذا هو الخطر المعادي الثاني، والذي يتمثل في الحقد الصليبي في العصور الوسطى، وما تمخض عنه اليوم من حركات تنصيرية أخذت طريقها في بلاد المسلمين.