فنرى القاديانيين يعتقدون أن قاديان هي ثالثة المقدسات الثلاثة (مكة والمدينة وقاديان)، ويدعي صاحب هذه النحلة الضالة أن قاديان تناهض البلد الحرام، وربما تفوقه، وأن السفر إليها يساوي الحج بل يفوق عليه، وقد جاء في إحدى صحفهم: " أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب؛ لأن الحج إلى مكة اليوم لا يؤدي رسالته، ولا يفي بغرضه " (?)، وإن كانت القاديانية تتخذ اليوم من قاديان، ومن قبر المسيح المزعوم في كشمير أماكن مقدسة تغنيهم عن بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف؛ فإن البهائية تتخذ أيضا من عكا قبلة لهم في صلاتهم، وأرضا مقدسة يرتبطون ويتجهون إليها. وما أحسب تلك الأماكن المقدسة المزعومة في قاديان وكشمير وعكا، وكذلك مدعي النبوة إلا حلقة جديدة في إطار مخطط كامل رهيب للقضاء على الإسلام وتفتيت وحدة الصف الإسلامي، وقد ركز الحاقدون جل حملاتهم للنيل من الحرمين الشريفين - حفظهما الله من كل سوء، وهذا هو ديدنهم دائما في مواجهة الصحوات الإسلامية بين الحين والحين، إذ يعمدون إلى إحياء القاديانية في القارة الهندية، والبهائية في مصر والشام والشمال الإفريقي بأكمله، وذلك في وقت واحد وتلازم غريب، وليس هذا المخطط بخاف على كل ذي لب غيور على دينه ومقدساته، فهم يهدفون من مخططهم ذلك صرف المسلمين عن مقدساتهم، وذلك بتوزعهم إلى فرق شتى، ونحلات ضالة، حينئذ تشد الرحال إلى غير مقصدها، ويستغني مسلمو آسيا بقاديان وقبر المسيح الموعود عن الحج إلى البيت المعمور، وزيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم، كما يستغني العرب المسلمون في مصر والشام والجزيرة العربية وإفريقيا عن الحرمين الشريفين، بشد الرحال إلى قبلة البهائيين في عكا. إنه لمخطط رهيب قصد منه حصر الحرمين الشريفين - حفظهما الله - وتعطيل رسالتهما - لا قدر الله - بتجميد مشاعر المسلمين نحوهما، والانتقال بها إلى مشاعر أخرى تجاه أماكن أخرى