وإن كنت تعلم أو تظن ظنا غالبا حينما حلفت أنك كاذب في يمينك فأنت آثم وعليك كفارة يمين على الصحيح، وكذا إذا كنت شاكا في المحلوف عليه حين الحلف؛ لقوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} (?).

والكاذب في يمينه قصدا ممن كسب قلبه، وقوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} (?).

والكاذب في يمينه قصدا ممن عقد اليمين ولعموم قوله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} (?).

والكاذب قصدا امتهن اليمين ولم يحفظها، ولما رواه عبد الله بن عمرو قال: «جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله: ما الكبائر فذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- منها اليمين الغموس (?)». أما إن كنت لم تقصد اليمين ولم ينعقد عليها قلبك بل جرت على لسانك دون قصد فلا إثم عليك ولا كفارة لعموم قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (?)

فينبغي للمسلم أن يحفظ يمين الله فلا يسارع إلى الحلف به، ولا يكثر من الحلف به، وعليه أن يصون لسانه من الكذب، وأن يملك نفسه عند الغضب، ويتوب إلى الله من الذنوب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015