لا سيما على قولهم: " إنهما اتحدا وتمازجا والتحما " فما الذي فرق بينهما عندما ضرب جسده وناسوته السياط - على زعمهم - وعصب رأسه بالشوك، وصلب على خشبة، وطعن بالرماح حتى مات وهو يصيح جزعا وخوفا؟!
فأين غاب لاهوته عن ناسوته في هذه الشدائد؟ مع الممازجة والالتحام على قولهم؟! (تحفة الأريب ص 79).
وقال في معرض إثبات بشرية عيسى (عليه السلام):
قال مرقوس في آخر إنجيله: إن عيسى قال: وهو على خشبة الصلب بزعمهم: " إلهي إلهي لم خذلتني؟ " (انظر: إنجيل مرقوس الأصحاح 15 عدد 34).
وذلك آخر ما تكلم في الدنيا، وحاشاه أن يكون الله خذله، أو تمكن اليهود من صلبه، وإنما احتججنا على النصارى به؛ لأنهم قد رضوه من نصوص أناجيلهم، وهم مصدقون به ".
وفيه تصريح بأن عيسى قال: " يا إلهي يا إلهي " فأقر بأن له إلها يدعى في الشدائد، وتبرأ من ادعاء الألوهية لنفسه ".
فلزم تكذيب عقائد النصارى ضرورة لا محيد لهم عنها، ولكنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون.
وفي باب بشارات الأنبياء الواردة في رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال:
ومن ذلك ما جاء في الفصل الثالث والثلاثين من كتاب الخامس من التوراة، أن الرب تعالى جاء من طور سيناء، وطلع إلينا من ساعير،