والكفر، والإضلال من أوائلهم، فيؤمنون بأن الله - تعالى عن قولهم - ثالث ثلاثة، وأن عيسى هو ابن الله، وأن الله له طبيعتين: ناسوتيه، ولاهوتيه، وتلك الطبيعتان صارتا شيئا واحدا، فصار اللاهوت إنسانا محدثا تاما مخلوقا، وصار الناسوت إلها تاما خالقا غير مخلوق ".

ويستنكر هذه العقيدة عليهم قائلا: " ولا يشك ذو عقل سليم أن كل من له مسكة من العقل يجب عليه أن يحول نفسه عن اعتقاد هذا الإفك الغثيث البارد، السخيف الرذيل الفاسد، الذي تتنزه عنه عقول الصبيان، ويضحك منه، ومنهم ذوو الأفهام والأذهان، فالحمد لله الذي أخرجني من زمرتهم، وعافاني من بينهم ". (تحفة الأريب ص 76 - 77).

هذا وقد رد على هذه العقيدة من نص الإنجيل، وبين أن هذه العقيدة تناقض ما حكاه متى في إنجيله عن المسيح؛ فإنه كتب في الفصل السادس والعشرين: " أن عيسى عليه السلام حين عزم اليهود على أخذه وقتله، تغير في تلك الليلة، وحزن حزنا شديدا ". (انظر: إنجيل متى 26 عدد 37).

يقول المؤلف: " وكل من يحزن فليس بإله، ولا بابن إله عند كل ذي عقل صحيح، وإن هذا لأشنع من قولهم في هذه القاعدة.

بأن عيسى له طبيعتان: لاهوتية وتاسوتية، وإنهما صارتا شيئا واحدا.

وهذا أقبح ممن يقول: إن الماء والنار صارا شيئا واحدا.

ثم يتساءل منهم ويقول: وأين كان لاهوته لما مات ناسوته؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015