الأمة المكفولة حقوقها بمحاكم متنوعة الاختصاص هي أمة المدنية والمساواة في الحقوق الوطنية. وأردف هذا كله بما يحس به كل عضو من أعضائي من سريان الفرح في كل ذات من ذوات المحكومين لبعدهم عن مهواة الاستبداد وتخلصهم من قيد الاستعباد وتمتعهم بنعمة أمير سوّى بين العظيم والحقير في الوقوف بين يدي سطوة العدل الناطق بها القانون المؤيد بتنفيذ الحاكم الأكبر اعتماداً على القضاة المقيدين بالنصوص الشرعية والمواد القانونية. وهذا الذي دعاني للوقوف في المقام الكفيل بالإنصاف. فإن تنزل حضرات القضاة الفضلاء لسماع دعوى العارف بقدرهم وعلو مقامهم وطهارة نفوسهم الزكية وبعدهم عن الدنئيات فإني بلسان الحق ولهجة الصدق أقول:
هؤلاء أبنائي الذي حضنتهم صغاراً وبذلن لهم خيري كباراً قد أحللتهم في روضةٍ خصبة الأرض طيبة التربة غزيرة الماء نقية الهواء حسنة الموقع الجغرافي لا تكلفهم في طلب معاشهم وتعظيم ثروتهم أكثر من حرث المزارع وبذرها وخدمة ما زرعوه وقتاً قصيراً فإذا طاب أخذوا منه الغذاء واللباس وما يتفكه به الإنسان من أطيب الفواكه وأحسن الخضر ثم باعوا الفال عن الضروريات بالذهب الرنّان واشتروا به المحسنات العمرانية وجددوا المآثر المدنية وأحيوا من ميت المجد ما صيرني عروساً حنَّت إلي النفوس عشقاً وهياماً فانجذب إليهم بكهرباء حُسنى أناس هجروا أوطانهم ووصلوني وخربوا بيوتهم وعمروني وخرجوا من ظلم جوهم إلى نور جوى الزاهي واستغاثوا بثروتي من فقر بلادهم الذي ألصق أيديهم
بالتراب أغثتهم بالذهب الأحمر والنعمة الكبرى وجرى الفريقان أبنائي والغرباء في طريق العمران