مقامة على العظم والحقير والعلم يقرأ بجامع القرويين كما يقرأ في جامع الزيتونة بتونس والأزهر بمصر غير أن العلماء هناك يقرأون الدروس عن حفظ لا من الورق وإن السلطان حسنا أيده الله تعالى يقرأ البخاري الشريف ويجمع العلماء للمناظرة والمذاكرة في مجلسه العالي ولا يوجد في داخلية البلاد مع المسلمين إلا اليهود المغاربة سكان البلاد وهم يستوون معهم في الحكم والانتفاع بالأمور الوطنية. وسألته عما نشرته بعض جرائد الإجراء من أن السلطان عند ما قبض على الشقي المحرك للفتنه أمر أن تشق راحته وتحشى بالمليح وتربط فقال معاذ الله فإن الحك صدر بحضوري وذلك أن الله تعالى قال. إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض فالسلطان اختار له الأخف ونفاه فعلمت أن هذه الجرائد تريد أن تخدم الأجنبي هناك على بعد كما خدمته في مصر. وقال أن الجرائد غير معروفة عندهم وإنما يقرأُها نفر قليل جدّاً وليس عندهم سوى مطبعة في فاس. ورأيت معه ابن عمه السيد عبد الغني الصقلي الشاعر المفلق وأسمعنا شيئاً من ديوانه الذي
خمّس به وتريات ابن رشيد البغدادي في المديح النبوي فسمعنا أحسن شعر وأجوده وكان بمعية هؤُلاء السادة الأفاضل الأستاذ العلامة السيد محمد الشنقيطي وهم على وشك القيام إلى الأقطار الحجازية بلغهم الله تعالى السلامة وفي هذا السيد هيبة وعليه وفار واعتبار وله حسن عبارة منحية وقد تربى مع جلالة السلطان في مكتب واحد أيده الله تعالى وحفظه.