مجله الاستاذ (صفحة 947)

أعداءُ الصدق

هم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه وتحملهم العداوة على افتراء ما يوافق طبائعهم السيئة فلا يخجلون من مخالفة الواقع وقلب الحقائق يعرفهم بسيماهم من قرأ جريدة الإجبسيان غازت ثم رأى ترجمتها في الجريدة الساقطة الموقوفة للكذب والأخلاق فإن الغازت قالت في ضمن مقالتها قرأنا الأستاذ بالدقة فوجدناه ينادي باسم الإنكليز ويمدحنا ولكنه يشتكي من الخائنين الأعداء الشحاذين الذين ينتهزون فرصة جهلنا باللغة العربية ويترجمون كلام المصريين الأصليين وكتاباتهم على غير صحة وسندفع تظلم الأستاذ حتى تنتهي هذه الحالة الشنيعة وسنكون نحن تراجمة الأستاذ أمام الرأي العام الإنكليزي وتكون أعمدة جريدتنا من الآن فصاعداً مهيأة للأستاذ الخ فهل يرى القراء موافقة هذا لما جاء في جريدة المحرفين ومن هذا تعلم الغازت أنهم لم يكذبوا في ترجمة كلامن إلى الإنكليزية فقط بل هم يكذبون أيضاً في ترجمة الإنكليزي إلى العربي للعداوة التي بينهم وبين الصدق. أما ما قدمته الغازت في صدر مقالتها أن قصدت به الجد أو الهزل فإنها تعذر لأنها جريدة إنكليزية المنشيء والتابعية. وتعجبها من مقابلة بعض الناس لنا حول زيارة إخواننا إنما حملها عليه سوء فهم المكاتبين الذين هم من قبيل الإجراء وإلا فقد جرت عادة الشرقيين والغربيين أن يشبع بعضهم بعضاً في الأسفار ويرحب بعضهم ببعض عند القدوم فلا غرابة في الأمر ولا إنكار وركوبنا مع مدير أو وزير أمر غير خارق للعادة فإن هذا إنما يستبعد حصوله في جانب من تربي على كسب أمه ومن قضى عمره بجوارها وهي تبيع الخبز في الطرقات لتنفق عليه وهو يأكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015