تصنيفه والجموع تأليفه وهذا هو الجهل المركب الذي صيرهم أعداء لأنفسهم
وهم لا يشعرون وأعجب نتائج جهلهم إنكارهم من أكرمهم وتلقاهم وعيبهم سياسته ورميه بحب الأثرة والمغالات في القول ورمى الحكام الذي انتقاهم واختارهم لإدارة لأعمال بأنهم جهلة أو متعصبون لأفكارهم مستبدون على الأهلين وقد كانوا بالأمس أمناء أجلاء فضلاء معصومين من الخطأ منزهين عن العيوب أيام كانوا يقرؤون ورقة تخاريفهم الشبيهة بتخريف الرومانيين. وأعجب من كفرانهم النعم عودتهم إلى واضع أساس ثروتهم يستنصرونه ويستصرخونه استعداءً على الأستاذ ظانين أن مخازيهم نسيت وشتأمهم نسخت وصحائفهم مسخت وما دروا أنهم يستعدونه على رجل هو أعرف به من غيره وأعلم بسيره وما هو عليه وما يذكرونه من ماضي شأنه أمر معلوم يحفظه الخاص والعام فكل الحاضرين شهدوا ذلك الوقت وكانوا فيه شركاء وقد قلدني المرحوم أفنادينا توفيق بابا بنعمة العفو من الانتقام وطوّقني بطوق إحسانه بما أفاضه عليّ من المال وجاء محبوب المصريين أفندينا عباس باشا المعظم فتفضل بالعتق من رق الغربة من غير توسط أحد فجئت لأقضي بقية حياتي في خدمته وما يعدونه لآن إثارة للأفكار وإعداداً للفتنة نما نشأ من سوء الطوية وكساد بضاعتهم ولقد تقدم للأستاذ أنه أفتتح جريدته بشكر كل من كان له سعي في جانبه أيام المرحوم أفندينا توفيق باشا كاللورد كرومر والمسترسكوت والموسيولوجريل والجرائد التي لوحت ببعض العبارات فلم يكفر لأحد نعمة ولا لاذ بغير باب مولاه الخديوي وهذه خطته التي لا يرجع عنها وطريقه المسلوك له لا يكتب إلا نصحاً لإخوانه وإرشادا لمواطنيه وثناءً على سلطانه