مجله الاستاذ (صفحة 942)

بدوم العلة والعلة في تهييج الغربي هؤُلاء الأوباش الذين شوشوا ضروب السياسة بجبالتهم العمياء وإني لأعجب لرجال انكلترة الذين اشتهروا بالدهاء والتصرف في الأمور كيف غاب عنهم سوء مصير هذا السعي بواسطة الحمقى وكيف لا يحسون بالآلام التي يحس بها المصريون من التعرض لسلطانهم وأميرهم ووزرائهم وحكامهم وكيف اغتروا بكذب هؤُلاء الأوضاع وكتبوا لوزرائهم وجرائدهم بما لم يقله مصري ولا تحركت به شفة أمير. أما آن للإنكليز أن يتبصروا ويعلموا أن لإصلاح لمصر إلا بالمصريين ولا سبيل لمدحهم إلا بالمصريين ولا طريق لتأييد سياستهم إلا بالمصريين. لا تريد أنها تطرد جميع المستخدمين الأجانب وتستبدلهم بمصريين فإننا لا ننكر احتياجنا لمساعدة فريق منهم وإنما نريد أن تعرف حق خديوينا لأفخم ووزرائنا الكرام وتطلق لهم حرية العمل في لإدارات فإنها أن فعلت ذلك مع مراقبتها أعمالا واستجلبت خاطر الخديوي المفخم بمعرفة حقوقه وعدم

التعرض إليها جلبت قلوب المصريين وقادتهم بحبل محبتهم لأميرهم المعظم ومن هذا تعلم أن الجرائد الوطنية خصوصاً الإسلامية لم تكن ضد الإنكليز وإنما تدافع عنت المصريين أعداءهم وأعداء الإنكليز لتحفظ وحدة الاجتماع المدني بما تبينه من فساد سياسة الإجراء وسوء جهلهم الذي أوقعهم في وهدة الخزي والوبال ولعل الإنكليز يتبصرون ويعرفون قدر الوطنيين وطهارة نية جرائدهم فيصبح الكل لهم من الشاكرين.

أعداء أنفسهم

هم جماعة دفعتهم يد الطرد إلى النزوح عن وطنهم إلى مصر المحروسة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015