مجله الاستاذ (صفحة 940)

الخاضعون وخدمهم المخلصون وجواسيسهم الناقلون وتراجمتهم المتبرعون فوسوسوا لهم وسوسة إفساد وإغراء وخوفوهم من المصريين وحذروهم من الركون إليهم والاعتماد عليهم فأبعدوهم عن الخدمة فرادى وجماعات وحشروا مكانهم طوائف من الغرباء مختلفي الجنسية والتابعية حتى كأنّ ثمرة مصر ما حرمت إلا على أبنائها ثم نشروا تلك الجريدة الخرقاء يوهمونهم أنه مقبولة عند المصريين ولها تأثير في نفوسهم ولجهل الإنكليز باللغة العربة صدقوا هؤلاء إلا بالسة وألزم إتباعهم كثيراً من الناس بالاشتراك فيها وفي غيرها من جرائد هؤلاء الإجراء ليعمموا نشرها في البلاد ظناً منهم أنهم ينتفعون بشيء من جهالة محرريها وما دروا أنهم مكروا بهم لتروج بضاعتهم الكاسدة وليربحوا من سعي الإنكليز ما يصيرهم من ركاب العربيات بعد ركوب الحذاء أميالاً فوق الصخور والجبال. وقد أفسدوا سياسة الإنكليز ونزعوا من قلوب المصريين الميل الذي كان فيها للإنكليز وغرسوا مكانه النفور والبغضاء لما يرونه من اعتماد كثير من رجال الإنكليز على أوهام هؤلاء الجهلة الذين فرقوا الناس شيعاً وقهقروا رجا الإنكليز بسوء أقوالهم وأفعالهم حتى صار المصري لا يثق بوعد إنكليزي ولا يعتمد على مستخدم منهم إلا بحكم الضعف فإن جريدة الإجراء أظهرت لهم أن الإنكليز أعداؤهم وأعداء سلطانهم وأعداء أميرهم وأعداء حكامهم بما تنشره عنهم مما كان مستوراً عن المصريين وما تفتريه عليهم من ترجمة أقوالهم بعكس ما تؤدي إليه ونسبتهم إلى التعصب الديني زوراً وبهتاناً. ولو حاسبت انكلترة نفسها على محبة المصريين لها قبل أن يفتح الإجراء جريدتهم ونفرتهم منها بعد فتحها لرأت أنها خسرت شيئاً كثيراً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015