مرة والسعي في إثارة الفتن تارة وأن رأوا حسنة ستروها وأغمضوا عنها وإن رأوا سيئة شنعوا عليها ونشروها مشفوعة بأفكار الخلل والخبل وأوهام الجنون والسفه فهم لهم بالمرصاد كأنهم خلقوا لأضرار الناس وإفساد ذات بينهم ولو انصفوا المصريين لأكبروهم وأعظموهم فقد لفظتهم بلادهم لفظ الدُبر للعذرة فخرجوا منها أذلاء مستضعفين يزر أحدهم سترته على غير قميص ونزلوا على المصريين ضيوفاً مكرمين فتخللوا مجامعهم مؤاخين ومتعارفين حتى إذ ذهب الخوف وسكن الروع وشبع البطن وسترت العورة ولعبت الراحة بالذهب الرنان وأخذت نشوة الثروة المصرية ما بتلك الرؤوس البهيمية من الإلهام والإدراك قاما فعربدوا بين من ناولوهم كؤوس العز بأيديهم وسقوهم شراب الفضل إحساناً وتصدقاً وأخذوا يغشونهم ويخدعونهم بأقوال النفاق ويتلونون تلون الحرباء فلا ترى فصلاً شبه الآخر بل ولا سطراً يناسب ما بعده لقلة بضاعتهم وسوء جهالتهم وفراغهم من المعدات الكمالية فإن كثرة نعم المصريين لم تؤثر في طباعهم السيئة ولا حوّلتهم عن شهواتهم البهيمية فهم بين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم وقد نفر منهم سكان مصر على اختلاف جنسياتهم ودينهم فتركوهم ترك المصلى
نعله وأصبحوا مبغوضين حتى لأقاربهم ومستأجريهم فيهم في فقد إدراكهم وذهولهم من هذا الخذلان كأنهم خشب مسندة يرى الواحد منهم أنه كالميت وما هو يميت ومن ورائه عذاب غليظ.
أعداء السوريين
السوريون أمة تسكن الأرض المباركة التي تجاور مصر جوار التصاق