أوروبا مصلحين ومساعدين. وقد عرف الأستاذ هذا كله فالتزم بيانه من أول عدد وإظهار حقائق أعمال الحكومة وحث على إتباع الأوامر واجتناب النواهي والخضوع إلى السلطة القانونية وبين مآثر الوطنيين من ترك وعرب وجركس وارنؤط وأقباط وما لهم من سابق التأسيس والاجتهاد في وضع حكومة نظامية نحن في ظلها الآن. والإجراء التزما تقبيح أعمال الوطنيين وتحسين أعمال الغير وغشوا الأمة بالأكاذيب وما يفترونه على الوزراء والحكام بغياً وعدواناً لينفروا الأمة من رجال يسهرون وهم نائمون ويتعبون وهم في راحة لا نصب فيها وليظهروا للأجانب سوء إدارة رجالنا بما يفترونه عليهم ليشوشوا أفكار الأوروبيين بمختلقاتهم وما يخدمون بذلك إلا شهواتهم البهيمية ومطامعهم الجهنمية والعجب أنهم لا يثبتون على طريق من طرق النفاق فتراهم يمدحون اليوم من ذموه بالأمس ويقبحون من الأعمال ما حسنوه قبل ويتقلبون في سور النفاق تقلب الحريق على الجمر يزعمون أنهم يخدمون إنكلترة بهذا البهتا وقد جلبوا عليها الشرور بسوء تصرفهم في أفكارهم الجنونية وصدع القلوب بأقوال البله والعته. وقد تبين لكل مصري عداوتهم للوزراء والحكام فسخطوا عليهم وتشأموا مهم ونفروا من قراءة جريدتهم وتركوهم في ضلالتهم كالذي يتخبطه الشيطان من المس فلا تلقي جريدتهم المسؤُمة إلا في يد منافق ولا ترى وطنياً يقرب منها أو يرغب فيها الأمن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولا أمل في علاج هؤلاء المجانين مما أصيبوا به من فقد الإدراك والشعور فقد أضلهم الله عن طريق الهداية ومن يضلل الله فما له من هاد.